بخبرة تمتد لأكثر من خمسة عقود في صناعة المركبات، ترك ألبرت جروننفيلدر بصمته كأحد أبرز رواد الأعمال السويسريين وأكثرهم ابتكارًا في منطقة الشرق الأوسط.
وبصفته المؤسس الشريك لمجموعة CGS في المملكة العربية السعودية، أسّس جروننفيلدر بفخر مشروعًا متخصصًا بالكامل في تقنيات التبريد في وسائل النقل وتصنيع المركبات المخصصة. وُلد ألبرت جروننفيلدر في 4 يوليو 1927، وكان الثاني بين أربعة أبناء، وعُرف بمحبّة بلقبه "GK". في عام 1954، تولى إدارة شركة والده وبدأ في تصنيع هياكل الشاحنات والمقطورات لتلبية احتياجات صناعة النقل المتنامية.
في عام 1963، أنشأ جروننفيلدر مصنعًا جديدًا بالكامل في مدينة كريسرن بسويسرا، وهو المقر الذي لا يزال قائمًا اليوم تحت مظلة GK Grünenfelder AG. أما عصمت السعدي، المؤسس والرئيس الشريك لـ CGS، فقد كان طيّارًا محترفًا بدأ مسيرته في سلاح الجو عام 1959، وخدم حتى عام 1971 حيث أنهى خدمته كقائد قطاع ومدير للعمليات. التحق لاحقًا بشركة نورثروب، ثم بشركة عبد اللطيف جميل حيث تولى منصب المدير العام لعلامتي تويوتا وMAN للشاحنات.
بدأ جروننفيلدر باستكشاف أسواق الشرق الأوسط بحثًا عن فرص جديدة. كان حلمه تأسيس شركة لتصنيع هياكل الشاحنات والمقطورات خارج سويسرا. في عام 1975، سافر مع أحد زملائه إلى بيروت، إلا أن الظروف لم تكن مواتية حينها، مما اضطرهما لمغادرتها والتوجّه إلى المملكة العربية السعودية حيث استقرّا في جدة. وهناك نصحهما أحد المعارف بالانتقال إلى الرياض، حيث التقى جروننفيلدر بعصمت السعدي. وبعد عدة مناقشات، أعلن السعدي رغبته في الدخول شريكًا في المشروع.
واجه الطرفان تحديات كبيرة في بداية شراكتهما، إذ لم يتحدثا نفس اللغة ولم تكن هناك ضمانات استثمارية واضحة. وعندما سُئل جروننفيلدر عن السبب الذي أقنعه بالمضي قدمًا في هذه الشراكة، أجاب مبتسمًا: "ربما كانت الشرارة في عينيه."
في عام 1976، توصّل الطرفان إلى اتفاق ووقّعا خطاب نوايا لتأسيس شركة مشتركة تحت اسم CGS Conato-Grunenfelder-Saady. قامت الشركة الأم في سويسرا بتجهيز أول هنجر فولاذي وعدد من الوحدات السكنية الجاهزة للموظفين، إضافة إلى شراء المعدات والأثاث اللازم.
وبحلول أكتوبر 1976، تم شحن جميع المواد بما في ذلك الهنجر والمساكن والمعدات والأثاث وحتى تجهيزات المطبخ من سويسرا عبر رحلة امتدت 8,500 كيلومتر وصولًا إلى الرياض وفي نهاية العام نفسه، وصل جروننفيلدر مع فريق من خمسة موظفين إلى الرياض، ليبدأوا رحلة حافلة بالتحديات والإنجازات. سرعان ما اشترت المجموعة قطعة أرض بمساحة 5,000 متر مربع خارج الرياض، حيث تم بناء أول مصنع وورشة عمل، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى الموقع الحالي في المدينة الصناعية الثانية بالرياض.
في عام 1977، استحوذ السعدي جروننفيلدر على حصة أحد الشركاء المؤسسين، ليصبح الكيان باسم شركة أتحاد جروننفليدر سعدي ومع دخول مرحلة التوسع، أُضيف اسم جديد لتصبح الشركة السعودية لإنتاج غرف التبريد
وعلى مدى العقود التالية، شكّلت الثقة المتبادلة والصداقة الفريدة بين السعدي جروننفيلدر الركيزة الأساسية لمسيرة الشركة. لقد تجاوزت هذه العلاقة الاستثنائية الحواجز الجغرافية والثقافية واللغوية، وأسهمت في دفع الشركة نحو الريادة وتحقيق نجاح مستدام.